
-
خيرة لعروسي
- 26-11-2020
- 5k
- 123
اختفاء أكثر من 300 دواء من الصيدليات
حذرت نقابة الصيادلة الخواص من "كارثة" صحية بسبب تفاقم ندرة الدواء وارتفاع عدد الأدوية المفقودة إلى 300 دواء دون تحرك الجهات المعنية، واتهمت لوبيات التوزيع بابتزاز الصيدلي وإجباره على البيع المقيد لأدوية حساسة تخص أمراضا خطيرة، على غرار حقن "لوفينوكس" التي تم إدراجها ضمن البروتوكول العلاجي لكورونا، حيث سجل اختفاؤها من رفوف الصيدليات، ليتم إخضاع توزيعها لشرط اقتناء مواد صيدلانية غير مطلوبة بقيمة تتجاوز 100 مليون سنتيم، مقابل عشرات العلب فقط من هذه الحقن.
كشفت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص عن تحقيق ميداني عبر الوطن، بينت نتائجه أن الجزائر تعيش أزمة ندرة في الأدوية "خانقة"، لم تشهدها منذ سنوات، في ظل وجود مؤشرات قوية، على أن هذه الأزمة ستتضاعف خلال الأشهر المقبلة، حيث شملت أدوية مصنعة محليا وأخرى مستوردة لأمراض خطيرة، مثل الأعصاب والسرطان ومرض الغدد والقلب والسكري. وهي قائمة، تقوم نقابة "سنابو"، حسب نائب رئيسها، كريم مرغمي، بتحيينها، شهريا عبر مكاتبها في 48 ولاية، لإعطاء العملية أكثر مصداقية، حيث قفزت قائمة الأدوية المفقودة من 250 دواء في شهر سبتمبر إلى 300 دواء نهاية أكتوبر. وتساءل محدثنا عن سبب "صمت" وزارة الصناعة الصيدلانية "التي لم تتحرك إلى الآن لاستدراك الأمر، فالصيدلي والمريض يدفعان ثمن هذه الوضعية المزرية، وهناك مرضى تائهون لوصفاتهم ولا يجدون أدويتهم، يتنقلون يوميا من صيدلية إلى أخرى بحثا عنها، وهو ما يعرضهم إلى مضاعفات واحتمال إصابتهم بعدوى كورونا، لأن معظمهم من فئة المرضى المزمنين".
واتهم مرغمي، صراحة، موزعي ومخابر أدوية بممارسة عمليات البيع المشروط، مقابل علب محدودة من أدوية مفقودة دون تدخل من الوصاية، ناهيك عن الشروط الجديدة التي أقرّتها وزارة الصناعة الصيدلانية، للسماح للمتعاملين بإدخال برامج الاستيراد التكميلية لسنة 2020.
وقال مرغمي أيضا إنه لم يتم لحد الآن الشروع في استقبال برامج الاستيراد الخاصة بسنة 2021، متسائلا عن آجال الإعلان عن التاريخ المحدد لاستقبال الملفات والمدة التي ستستغرقها دراستها. وأكثر من ذلك، يضيف، آجال تجسيد البرامج فعليا، محذرا من بوادر "كارثة" صحية إن لم يتم تدارك الأمر بسرعة من طرف الجهات المختصة.
ومن بين الأدوية التي اختفت "فجأة" من الصيدليات حقن "لوفينوكس" المصنعة من قبل مخابر سانوفي، حيث تستعمل كمضاد لتخثر الدم في حالات كثيرة وبعد العمليات الجراحية أو بعد الولادة، وقد أدرج مؤخرا ضمن البروتوكول العلاجي الخاص بكورونا، حيث يعرف الدواء حسب ممثل "سنابو" ندرة خانقة عبر كل صيدليات الوطن، رغم الطلب المتزايد عليه من طرف المرضى.
وقال محدثنا إن عدم استعمال هذا الدواء في بعض الحالات الخطيرة للمصابين بكورونا يؤدي إلى الموت. وكشف في هذا الإطار أن الصيادلة يتعرضون للابتزاز من طرف موزعين يحتكرون كميات كبيرة من هذه الأدوية ويشترطون بيعها باقتناء كميات كبيرة من أدوية غير مطلوبة، تصل قيمتها في بعض الأحيان 100 مليون سنتيم، مقابل عشرات العلب فقط من دواء "ليفينوكس".
وحتى الدواء الجنيس "فارينوكس" المنتج محليا غير متوفر في الصيدليات، يقول المتحدث "رغم تطمينات وزير الصناعة الصيدلانية عن قدرة المصنع المنتج تغطية الاحتياجات الوطنية من هذا الدواء.. ". وتحدّث مرغمي عن إشكالية أخرى يعاني منها الصيادلة مع هذا الدواء من الجانب القانوني، متسائلا عما إذا كان يحق للصيدلي استبدال دواء "لوفينوكس" المستورد بدواء فارينوكس المنتج محليا، كونه الشبيه الحيوي له، لأن وزارة الصحة في تعليمة سابقة خاصة بطريقة وصف وصرف الأدوية، يضيف، منعت الأطباء والصيادلة، من استبدال دواء أصلي بدواء آخر يصنّف كشبيه حيوي له.
اقرأ من المصدر